اختتمت جمعية شراكة في نهاية شهر فبراير لعام ٢٠٢٤ مشروع مستقل في نسخته الثانية، إذ ركز على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الفكرية عبر ابتكاره لتجربة فريدة من نوعها، مشكلاً بذلك مفهوماً جديداً نحو الاستدامة، حيث هدف إلى تأهيل وتدريب أولئك الأفراد، من خلال إخضاعهم لمرحلة تقييم قبلية اشتملت على: قياس الأبعاد المعرفية والاجتماعية والمهنية، إلى جانب تطوير مهاراتهم، وذلك بإلحاقهم في دورة سلوك وظيفي مكثفة امتدت ل20 ساعة تدريبية، تبعها تدريب محاكاة استغرقت 80 ساعة، انقسمت إلى: تطوير مهني، وتدريب مكثف تحت إشراف أخصائيين ذوي خبرة على مدار شهرين متتاليين، وبفضل توجيه الجمعية الحكيم وتحفيزها المستمر، تم توظيف 16 فرداً، مما يمثل 80% من مستفيدي المشروع، ولم يقتصر الدعم على فترة التدريب، بل امتدت لما بعد التوظيف، حيث سيتم تقديم ثلاث زيارات للمستفيدين تُعنى بزيادة تطويرهم المهني بواسطة المختصين، إلى جانب برنامج المتابعة المستمرة لهم من قبل الجمعية على مدار ستة أشهر؛ وذلك من أجل مساندتهم في بيئة العمل، وتلك الإنجازات الاستثنائية ما هي إلا انعكاس لرؤية الجمعية الطموحة في دعم قضايا التنمية المستدامة، وإسهاماتها الفاعلة في بناء مجتمع شامل يعزز رؤية المملكة 2030.
ختاماً: بكل جدارة أثبت الأشخاص ذوي الإعاقة الفكرية للجميع أنهم ليسوا فقط قادرين، بل أصبحوا جاهزين لمواجهة تحديات سوق العمل، وأكدوا على أن الإعاقة لا تعيق الطموح، بل تشكل فرصة لبناء مستقبل مهني واعد يتسم بالتميز والإبداع.